قبل 15 عامًا حصل السباح الأميركي "مايكل فيلبس" على لقب "صاحب الأذن الكبيرة" وهو اللقب الذي منحه إياه رفاقه بالمدرسة الإبتدائية، والآن حصل السباح الأسطوري على ألقاب أخرى منحته إياها وسائل الإعلام العالمية في مشارق الأرض ومغاربها، فتحول الطفل الخجول الذي يتوارى من ملاحقة زملائه بالمدرسة إلى ... الدولفين البشري .. وسوبرمان أحواض السباحة .. وأعظم رياضي في التاريخ الأولمبي .. ومعجزة القرن .. وغيرها من القاب التمجيد التي حصدها بكل جدارة بعد أن صنع أعظم تاريخ لأي رياضي في التاريخ الأولمبي
فقد حصل على الميدالية الذهبية السادسة في أولمبياد بكين ليحطم كل الأرقام القياسية بوصوله بحصيلة الذهب إلى 11 ميدالية أولمبية، كما انفرد بالرقم القياسي من حيث عدد الميداليات الذهبية في الالعاب الأولمبية والتي كان يتقاسمها مع 4 رياضيين اخرين هم مواطنه السباح مارك سبيتز والاميركي الاخر العداء كارل لويس ولاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا والعداء الفنلندي بافو نورمي الذين جمع كل منهم 9 ذهبيات في مسيرته.
واصل السباح الاميركي مايكل فيلبس حصد الذهب والارقام القياسية العالمية واصبح على بعد ميداليتين من المعدن الاصفر من تحطيم الرقم القياسي في عدد الميداليات الذهبية في دورة واحدة والمسجل باسم مواطنه السباح مارك سبيتز في اولمبياد ميونيخ 1972 وذلك بعد فوزه بسباق 200 م متنوعة الجمعة ضمن اولمبياد بكين 2008 مسجلا رقما قياسيا عالميا جديدا هو السادس له حتى الان.
و حصل فيلبس على الميدالية الخامسة في أولمبياد بكين عندما قاد الفريق الأمريكي في سباق 200 متر حرة إلى الذهب في وقت زمن قياسي قدره 6 دقائق و 58 ثانية و 56 جزء من الثانية، وهي المرة الأولى التي يأتي فيها فريق تحت حاجز السبع دقائق. وقد قال فيلبس أن هذا هو كل ما كان يحلم به، وأنه عاجز عن الكلام أو التعبير عن مشاعره. وقال بأنه مازال لديه الكثير يريد تحقيقه من أجل المحافظة على دافعيته لاستكمال مسابقاته.
ومنذ نعومة أظفاره وهو يتمنى أن يكون بطلا أوليمبيا، وقد تمكن من ذلك بفضل الكثير من العوامل ومن بينها مدربه الذي يشعر فيلبس تجاهه بكثير من الإمتنان، حيث قال عنه ... " أظن أنني لن أذهب إلى أي مكان بعد الآن دون أن يكون معي، فهو في مقدمة جميع أولوياتي إنه يقف إلى جانبي دائما ويساندني" ورغم كل الانجازات الإعجازية قال مايكل فيلبس أنه لم ينسى نفسه ويذهب بعيدا ليحلق في الفضاء، مؤكدًا أنه ليس هناك إنسان لا يقهر أو يهزم فكل شخص من الممكن أن يتعرض للهزيمة، ولم يستثني نفسه من هذا .!
من هو "مايكل فيلبس"؟
هو مايكل فريد فيلبس المولود في 30 يونيو 1985 في بالتيمور، في ولاية ميريلاند. وهو سباح عالمي يحمل الرقم القياسي في العديد من المسابقات. وقد فاز فيلبس بثلاثة عشرة ميدالية ( أحد عشر ميدالية ذهبية، واثنان برونزيتان)، ثمانية ميداليات ( ستة ذهبية، واثنان برونزيتان) في اوليمبياد 2004 في أثينا، وخمس ميداليات ذهبية في الألعاب الأوليمبية في بكين هذا العام 2008 مما جعلهم يطلقون عليه اسم أكثر الرياضيين الأوليمبيين زينة بالميداليات.
وقد تأهل فيلبس للمنافسة في ثماني مسابقات سباحة في أولمبياد هذا العام 2008 في بكين، ويحاول أن يتغلب على الرقم القياسي الذي حققه مارك سبيتز الذي حصل على سبع ميداليات ذهبية في أولمبياد واحد. وبحلول يوم 13 أغسطس 2008، فاز فيلبس بخمس ميداليات ذهبية في بكين، في وقت قياسي، مما جعله صاحب أحد عشر ميدالية ذهبية أوليمبية، أكثر من أي لاعب رياضي في التاريخ.
الحياة الشخصية للدولفين البشري "فيلبس"
نشأ فيلبس 23 عامًا في بالتيمور في ولاية ميريلاند وتخرج من المدرسة العليا في عام 2003. وقد عمل والده فريد فيلبس في شرطة ولاية ميريلاند، أما أمه ديبي دافيسون فقد كانت مديرة مدرسة. وقد انفصل والداه في عام 1994، وفيلبس له أختان تكبرانه في العمر وهما ويتني وهيلاري. وقد كانت كلتاهما سباحتان أيضا، حيث كانت ويتني على وشك قيادة منتخب الولايات المتحدة للسباحة في اوليمبياد 1996 ولكن حدثت لها إصابة غيرت مجرى حياتها.
وكان فيلبس يعاني في شبابه من اضطراب عدم التركيز، وقد بدأ السباحة وهو في سن السابعة، بسبب تأثير أختيه عليه، حيث برع سريعا وأكد أنه يمتلك مقومات البطل الواعد ، وفي سن العاشرة حقق رقما قياسيا محليا بالنسبة لمن هم في مثل سنه. وقد تألق بعد ذلك وحقق الكثير من الأرقام القياسية في مراحل عمره التالية حتى تأهل لدخول اوليمبياد صيف 2000 وهو في سن الخامسة عشرة.
وفي نوفمبر 2004، تم القبض على مايكل فيلبس حيث كان يقود سيارته وهو مخمور في منطقة سالزبيري في ولاية ميريلاند. وقد وضع تحت الاختبار قبل الحكم عليه وحكم عليه بعقوبة الخدمة العامة لمدة 18 شهرا وغرامة 250 دولار أمريكي، والقيام بإلقاء محاضرات عن مخاطر الخمر والشراب في جمعية مناهضة الخمور. وعندما سئل عن هذا الحدث بعد ذلك قال بأنه حادث واحد ولكنه أثر على حياته وحياة عائلته. وفيما بين عامي 2004 و 2008، انخرط فيلبس في جامعة ميتشيغان لدراسة التسويق والإدارة الرياضية. وقد استخدم فيلبس الرياضة كمنفذ له للتخلص من نشاطه الزائد.
المقومات البدنية والتدريب ونظام التغذية
يستطيع فيلبس (193 سم 88 كجم) صاحب الطول الفارع واللياقة البدنية المذهلة أن يدفع نفسه برجليه بعيدا عن خط البداية تحت الماء لمسافة 10 أمتار في ضربة البداية. أما معاصم يديه وأكواعه فهي مرنة الحركة بشكل لا يمكن تصديقه. كما أن طول وقوة ذراعي فيلبس، تجعله في حاجة إلى 6 ضربات فقط بذراعيه ليحقق سباحة لمسافة 25 متر ، وهو معدل أكبر من السباح العادي الذي يمكنه تحقيق 12 إلى 16 متر فقط بهذا المعدل من ضربات الذراعين
و يستهلك فيلبس حوالي 12 ألف سعر حراري يوميا، أما الشخص العادي فعادة ما يستهلك حوالي ألفين إلى 5 آلاف سعر حراري فقط، ويتدرب فيلبس لمدة 6 ساعات يوميا، و6 أيام في الأسبوع، وحتى في أيام الأعياد والأجازات، يسبح لمسافة 50 ميل في الأسبوع (80 كم تقريبًا) . ويقوم بعمل جلستي تدليك يوميا، ويأخذ حمامات باردة من أجل استعادة نشاطه. كما يضخ قلبه 30 لتر من الدم إلى عضلاته في الدقيقة، وهي كمية تعادل ما يضخه قلب الرجل العادي مرتين. وينتج جسم فيلبس ثلث حمض اللاكتيك ( الذي يحرق ويجدد العضلات) الذي ينتجه جسم السباح العادي. وبعد السباق يكون مستوى حمض اللاكتيك في دمه يعادل ما يوجد في جسم الشخص في حالة الاسترخاء. أما بدلة السباحة الخاصة به فقد صممت لتعطي جسمه انسيابية مثل سمكة القرش.