التجـــــــديف بين القديم والحديث
لقد كانت رياضه التجديف الرياضة المفضلة لدى قدماء المصريين حيث كانوا يقيمون سباقاً للقوارب بين معبدي الأقصر والكرنك على صفحات النيل العظيم . فمنذ أربعة آلاف سنه مضت ضاربة فى أعماق التاريخ وإبان حكم الملك إخناتون فرعون مصر العظيم أجتمع بعض المجدافين النبلاء بقواربهم على سطح النيل الخالد أمام معبد الأقصر بمدينة الأقصر لكي يتسابقوا بقواربهم الانسيابية الخفيفة معاً.
وامتدت بهم المنافسة حتى بلغوا معبد الكرنك على بعد 2000متر تقريباً من نقطه البداية ، وقام الفريق الفائز برفع قاربه من الماء وعبر به طريق الكباش محمولاً على سواعدهم الفتيه حتى وصلوا إلى البحيرة المقدسة داخل المعبد حيث أنزلوا قواربهم فى مياه البحيرة وأقاموا الاحتفالات الدينية إبتهاجاً بفوزهم .
وفى نفس الموعد من العام التالي .. إجتمع المجدفون النبلاء ليدخلوا فى منافسه جديدة ... وإستمرت هذه المنافسات تتلوها الاحتفالات ومهرجانات كبيرة عرفت بإسم مهرجان التجديف .
الآثار تتحدث:
إذا زرت مقبره الأمير خيتى {ببنى حسن} من عهد الأسره الـ 11 التى حكمت مصر خلال المدة من 2040 – 1991 قبل الميلاد ستجد لوحه تمثل قارب مصري فرعوني للتجديف. وفى المتحف المصري وتحت رقم 4040 تجد نموذجاً لقارب من الفضة فيه بحاره يجدفون .
وأيضاً تحت رقم 4039 تجد قارب من الذهب الخالص وبحارته ثلاثة منهم من الذهب والباقون من الفضة .. وتوجد نماذج لمجاديف من الخشب المدهون بطلاء أسود لامع وهى خاصة بالملك توت عنخ آمون من ملوك الأسرة الـ 18 والتي حكمت مصر خلال المدة من 1554 – 1306 قبل الميلاد.
في عام 1907 بدأ نشاط رياضة التجديف ، وفي عام 1971 تم أحياء المهرجان القديم في ذات المكان مع بعض الاختلافات . و أصبح المهرجان سباق حديث للتجديف للفرق القومية و الدولية . وتعتبر رياضة التجديف واحدة من الرياضات القليلة التي حظت بإهتمام مبكر فى البرنامج الأوليمبي وذلك فى ثانى دورة أوليمبية عقدت بباريس.
أنواع قوارب التجديف وتطورها:
قارب التجديف يعتبر نموذجاً جميلاً للنجارة الفنية .. وهى من القوارب الدقيقة الصنع تستخدم خصيصاً للتجديف قارب يسمي {الزوبعة} قام بصنعه جورج سيبرز بأمريكا عام 1838 وفاز بالسباق الأمريكي عام 1851 .. كما قام نفس الشخص بصناعه القوارب الرباعية {الأوت ريجرز} وكان طول القارب حينذاك 30 قدما ويزن 140رطلا فقط وكذا القارب {أويندا} عام 1845 خصيصاً لسباق بوسطن واشترته كليه هارفارد وكان مصنوعا من خشب يسمي {Lepstreak} وطوله 37 قدما وعرضه 3.5 قدم وكانت الشكرمة مصنوعة من الخشب ومسطحه ومصنوع من سيادب خشبية حتى منتصفه والباقي قطعه واحده من الخشب المزخرف والقباقيب [ماسك القدم] مصنعة من قضبان خشبية والمقاعد مغطاة بوسادة من الجوخ الأحمر وقمة الدفة مبطنة بالقماش الجميل وكانت المجاديف المستعملة وعددها ثمانية بيضاء ومن الخشب البلوط .. وطول المجاديف الأمامية 12 قدما والوسط – المؤخرة 13 قدما و6 بوصه وإستعمل هذا القارب فى كليه هارفارد .. وقد استعملت قوارب {الأوت ريجرز} فى جامعات إنجلترا 1845م - امريكا 1855م وصنعت مجاديف هذه القوارب من خشب شجر التنوب الفضي بدلاً من خشب البلوط.
وتنقسم القوارب التى تستخدم فى رياضة التجديف الحديثة، حيث تنقسم لمجموعتين رئيسيتين هما:
1. قوارب ذات مجداف واحد لكل مجدف (sweep oar) وتتنوع ما بين ثماني ورباعي وزوجي وبالنسبة للقوارب الرباعية والزوجية ، إما أن تكون مجهزة لوجود قائد دفة أو بدون. أما القارب الثمانى فدائماً يكون مجهزاً لقائد دفة.
2. قوارب ذات مجدافين لكل مجدف (scull) وتتنوع ما بين رباعي أو ثنائي أو فردى. وتكون جميعها بدون دفة.
وقد مَرَّت قوارب التجديف بتطورات كثيرة منذ نشأة رياضة التجديف الحديثة حتى وصلت إلى ما هى عليه الآن.
كان التطور الأخير فى مجال صناعة القوارب عام1972 عندما ابتدعت شركة إمباخر الألمانية أسلوب تصنيع قوارب التجديف من مواد الفايبرجلاس والكاربون فايبر، والتى أثبتت تفوقاً واضحاً بحيث أصبح على جميع مصنعوا قوارب السباقات السير فى نفس الاتجاه.
وقد استقرت أطوال قوارب السباقات وأوزانها عند قيم شبه ثابتة، لا تتغير كثيراً بين شركة وأخرى، :